الشق الخفي في نجاح الباحث: إنه الشغف لا أكثر - ابحاث

 

 

الشق الخفي في نجاح الباحث
الشق الخفي في نجاح الباحث

الشق الخفي في نجاح الباحث: إنه الشغف لا أكثر

"The only way to do great work is to love what you do."
— ستيف جوبز

في أروقة المختبرات، وبين الأوراق المملوءة بالبيانات، لا يبرز الباحث المتميّز بمجرد الالتزام بالمنهج أو الحضور في المؤتمرات، بل بشيء لا يُقاس ولا يُدرّس: الشغف.

ذلك الشقّ الخفيّ في قلب كل باحثٍ حقيقي… هو ما يجعل العلم ينبض بالحياة، ويحوّل البحث إلى رسالة لا مجرد مهمة أكاديمية.

الشغف في البحث العلمي: طاقة لا تُرى

ما الذي يدفع الباحث إلى تكرار تجربة واحدة مراراً دون كلل؟ ما الذي يجعله يغوص في تفاصيل لا يلتفت لها أحد؟ إنه الشغف؛ هذه الطاقة الخفية التي تمنح الباحث صبراً، ودهشة، وولعاً بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الكبير.

بين الباحث العادي والمُلهَم

قد يمتلك الباحث أدوات البحث وطرق التحليل، لكن ما يميز المُلهَم هو حسّه الداخلي وشغفه العميق بما يعمل عليه. الباحث الذي يعمل من قلبه لا يُجري تجربة فقط، بل يُصغي لنتائجها، يتساءل، ويتأمل… وكأنّ الكائنات المجهرية التي يدرسها تروي له قصصًا لا تُقال على الورق.

الطفيليات: علم في الظل وشغف في القلب

من اختار دراسة الطفيليات، لا بد أنه اختار ذلك بدافع فضولٍ فريد، أو حبٍّ لما لا يراه الآخرون مثيرًا. في تجربتي البحثية حول مفصليات دجاج المزارع، لم تكن الأدوات مجرد وسيلة؛ فقد استخدمت الرسم، والمجهر الضوئي، والمجهر الإلكتروني، لا فقط لتوثيق البيانات، بل لأعيش لحظة الاكتشاف بكل تفاصيلها.

الشغف يُعدي: كيف نغرسه في طلابنا؟

الشغف ليس مادة تُدَرّس، لكنه يُنتقل بالإلهام. حين يرى الطالب أستاذه يعمل بحب، يتعلّم أن العلم ليس مجرد درجات أو نشر علمي، بل رحلة وجدانية ومعرفية. علّمت طالباتي أن يختارن موضوعات أبحاثهن بقلوبهن، لا فقط بعقولهن.

خاتمة: الباحث الذي يُحب، يترك أثراً

البحث العلمي ليس مجرد نتائج تُنشر، بل روح تُعاش. والباحث الحقيقي هو من يجعل القارئ يشعر بما شعر به، ويرى ما رآه. ذلك الأثر، لا يُصنع إلا حين نعمل بشغف… لا أكثر.

تعليقات